التمهيد: " ما تناسى المرء الجسد إلاّ أكلته
الخيالات" والغريب في تجربة الروح والإيمان أنّ أبا هريرة قد أحيا في ظلمة ما
افتقدته من عالم الإنسان وأعاد إليها وجودها فكأنّها الحياة تبعث من جديد : عودة
إلى الجسد واتصال بالإنسان في بعده الأرضي وانفصال عن وهم التشبّه بالإله ومن عجيب
أبي هريرة في رحلته أنّه صعد الجبل تبرّؤا من عالم النّاس فإذا عالم النّاس في
أعلى الجبل كأنه لم يبرحه .
الجهاد في كتابات المسعدي عبارة من صميم رؤيته الوجوديّة
تلتقي مع معاني الثورة والتمرّد والفعل والإرادة والخلق وهو في ذلك يصيب دلالة
تخرجه من معنى الخضوع والاستسلام وتلقي به في مغامرة الوجود . والجهاد مكابدة
النفس ومغالبتها وترفّع عن منزلة الإنسان وعلوّ بها . والجهاد فعل متجدّد وجهد
دائب وخلق مستمرّ لا تثنيه عقبة ولا ينهيه فشل .لقد أدرك أبو هريرة من خلال تجربة
الرّوح أنّ للانسان أبعادا لا تلغى وأنّ الجسد صنو الرّوح وحضنها إذا فني فنيت معه
الرّوح بعدان متلازمان متعايشان على قلق يكدّ بعضهما كدّا وفي تجربة الروح رفعت
حجب الإيمان وكان اليقين .
لئن كانت رواية أبي هريرة " حدّث أبو هريرة
قال..." رواية وجوديّة فإنّها لا تلغي بعض الأبعاد الحافّة لمسألة الوجود
والكيان ففي تجربة الجماعة أشار المسعدي إلى واقع المجتمع التونسي زمن الاستعمار
وواقع المثقّف وعجزه عن التغيير الاجتماعي. وفي تجربة الرّوح أشار المسعدي إلى بعض
المتصوّفة الذين ألغوا الجسد والحياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق