المناورة أساس الحكم
التمهيد: انقسمت مسرحيّة مغامرة رأس المملوك جابر "
إلى قسمين فصلت بينهما استراحة أعلن عنها الحكواتي وكانت تبعا لمشهد حلق الرأس
وكتابة الرسالة عليه وتمثّل الاستراحة مسلكا فنيّا غيّر في طبيعة المسرحيّة
القديمة(تقسيم النصّ إلى فصول يعلن إسدال الستار عن نهايتها ) كما كان الاستراحة
أسلوبا من أساليب التغريب وكسر الإيهام ومنع الاندماج ذلك أنّها غيّرت في مسار
الفعل الدرامي ( تقع الاستراحة فاصلا حاسما في المغامرة ما قبل الرحلة ثمّ الشروع
في الرحلة )والمسرحيّة جمع من المشاهد ومزيج متداخل من اللوحات المسرحيّة فلا
تلتزم ببنية الفعل الدرامي بقدر ما تلتزم ببنية الموضوع المسرحي ( السياسي /
الاجتماعي /الوجداني ..).
مسرح التسييس باعتباره مشروعا مسرحيّا حاول من خلاله
" ونّوس " إثارة المسألة السياسية بعد الهزيمة وأعاد طرح أسئلة الواقع
على نحو مختلف لم تألفه الكتابة المسرحيّة العربيّة قبل الهزيمة وضمن هذا الإطار
كانت المسألة السياسيّة ملحّة في حضورها عبر رموز السلطة مكانا ( ديوان الحاكم )
وشخصيّات ( الخليفة والوزير ) وعلى نحو تغريبيّ يحوّل سعد الله ونّوس مسألة السلطة
والسياسة من موضوع مسرحي إلى محور يدين الواقع ويكشف مواطن الخلل فيه فالخلل في
البنية السياسيّة لا يكمن في فساد السلطة أو قمعها أو استبدادها بل يكمن في عجز
الجماهير عن إدراك مواطن الخلل فيها ولذلك كان أسلوب التغريب شكلا من أشكال إعادة
مساءلة المألوف السياسي وأسلوبا من أساليب محاكمة الواقع ويعتقد "ونّوس"
إنّ إثارة السؤال وتعميق مداه حتى يجتاح كلّ أبعاد الواقع العربي سياسة وثقافة
واجتماعا هو المقصد الأساسي من مقاصد مسرح التسييس فهو مسرح يسأل ولا يجيب ومسرح
يدين ويحاكم ولا يقترح الحلول .وفي هذا النصّ يعود " ونّوس" إلى مشهد من
مشاهد السياسة في بعدها الحكائي وفي هذه العودة مقصد فنيّ يؤكّد عنصر الصراع
باعتباره ضرورة فنيّة وأسلوب من أساليب بناء الفعل الدرامي .
الموضوع: خطّة الأمير والخليفة للقضاء على الوزير
والانفراد بالحكم .
المقاطع:
ينقسم النصّ إلى مقطعين ( أسلوب التضمين)
-
من بداية النصّ ....... مشيئة المولى: الركح الحكائي ( الركح الداخلي)
الحوار بين الخليفة والامير.
-
بقيّة النصّ: فضاء المقهى ( الركح الخارجي )موقف الزبون من تدبير الأمير.
1- الإشارة الركحيّة
*
الخصائص
2- الحوار :
* التوزّع الكمّي بين
الشخصيّات
* أسلوبه
3- خطاب الخليفة
4- خطاب شخصيّة الأمير عبد
الله
|
- تمثّل الإشارة الركحيّة
تصديرا لمشهد من مشاهد المغامرة ( الخليفة + عبد الله) وهو شكل من أشكال التغريب
إذ تسهم في نقل الجمهور من مشهد إلى مشهد فيتعطّل مسار الحكاية ( مغامرة جابر )
ويتمكّن المسرحيّ من كسر الإيهام.
- التداخل بين الحكي
والعرض ( أثناء الكلام يدخل ممثّلان)
- تداخل الفضائين (
يتّخذان مكانيهما وينتظران سكوت الحكواتي ..بعد لحظات)
- هيمنة شخصيّة عبد الله
على كمّ الحوار ممّا يشير إلى هيمنة الحاشية على التدبير السياسي ( أثر الحاشية
في الدسائس السياسيّة )
- أسلوب حجاجي قام على
ثنائيّة الإرجاء والتعجيل.
- سيطرة الأساليب
الإنشائيّة كالاستفهام والنهي والتعجّب والأمر ( التردد والحيرة ).
- يتحوّل إلى ما يشبة
الطّرادة ( تخويف الخليفة من ذهاب ملكه إن هو تأخّر في الفتك بالوزير ) "
أصبحت اللحظة مناسبة – المناورة أساس الحكم – الفتك مسألة بسيطة للغاية"
-
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق