احتراقات
القدس تحترق
..فيحترق دمي
وأحلامي الصغيرة حاصرتني
وأجمل الكلمات ..تهجره..فمي
وأظلّ أمضي
وأظلّ أهذي
"أنا المسافر في خطوط يدي
وأنا المنفيّ في غور الكلام
وأنا المقصيّ من لوح غدي
وأنا الغمام"
أظلّ أهذي
" القدس تحترق فيحترق السلام"
أظلّ أهذي
" الليل غاب في الرّحيل
والخيل ذابت في الصّهيل
وهذه الصّحراء ..كحبّة القمح ..صغيرة
تاهت في أمانيها
وأغراها السبيل
وهذه الصحراء
تبحث عن ظلّها
عن موكب الشّعراء
وأسماء المحبّين
وعنوان القتيل
كنت أجمّع رملها
أحصي متيّميها
وأسماء النخيل
وكانت تعلّمني النبوءة
والوحي ..وأسباب النزول"
...
كنّا أجمل حالمين
وحين غيّبنا المدى
سمّت محبّيها ..وأنكرتني
فما كنت يوما من الأنبياء
وما كنت غيبا
***
القدس
فاتنة الشعراء..وقاتلتي
القدس ذاكرتي
القدس رحلة الأسماء
في غيب الحروف ..في الكلمات
القدس ملهمتي
....
القدس تحترق ليحترق دمي
***
غدا ..سأمحو ذاكرتي
وأسمائي القديمة
غدا سأمحو ذاكرتي
وأكتفي بالقصيدة
سألتقي مجنون ليلى ..ليعشقني
وأخبره الحقيقة
***
الحرف خيمة
الجرح غيمة
وعنترة المنفيّ يمتدّ صهيلا
كان يطوي صحارينا البعيدة
لتستقبله المدائن والنساء
وتغريه قوافيها القصيدة
***
الحلم في الحرف ..وفي الوجه الصّقيل
والحرف في الجرح ..وفي شدو الصّهيل
وعنترة المنفيّ في رمش العيون البابليّة
حلمه أكبر من مداهم
وعنترة المنسيّ في تاء القصيدة
كان أوّل من بكاهم
***
تسقط قنبلة
ترتجف شفتان
تختفي قبلة
ويستحي عاشقان
***
ماذا أنتظر؟
فالكلّ أحضِر ..والرّفاق شيّعوني
وهذا القبر يمتدّ صليبا
كان أصغر من غدي
كان أشبه بقلادة
..كنت أنظر في الوجوه
ثمّ تقدّمتهم للصلاة
وذكّرت شاهد المعمدان الضّرير
بأنّه عمّد ظلّي
وأغفل أحرف اسمي
وذكّرتهم أنّني لم أكن أشهد الغزوات
وأنّني كنت من الجبناء
ثمّ صافحتهم..وقبّلت اسمي
وواريت في مقلة الطفل...حلمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق