من نبع سقراط
ظامئ...
أنت ...
ونفسك تشتهي الارتواء
وأكثر أرضهم ..ضيق قاحل
وأكثر نفسك لا يقبل الانحناء
....
يجلس الساقي هناك
وكلّ أساطين الكلام ..هنا
وعيناك للكأس ترتحلان
وأنت ...ظامئ
تشتهي الارتواء
***
تراودك الأرض وبعض بنيها
وبعض صبايا أردن العراء
وتجلس حذوك أخيلة لغمامة
وأسحبة ..ستمطر ماء
...
ظامئ ..أنت
ونفسك تشتهي الارتواء
***
تهبّ الرياح
ويرتحل في السّماء الغبار
وبعض أدخنة لسياط
وقد أخذتها للجسد ..لذّة الالتقاء
...
تراودك الكأس..لا كأس ماء
ونفسك عطشى
وهذا اللّسان الّذي أنت فيه
يحاور رجلا للقضاء
...
لأنّك تكفر بمدائن فاضلة
شيّدوها بأحلامهم في الرجوع
إلى جنّة ضائعة
ومملكة للخيال معلّقة في السّماء
...
لأنّك تعلن أن امرأة عارية
لشموس الظهيرة
ورجال القبيلة
ونار الطهارة ليل الشتاء
أشدّ امرأة تعلّقا بالفضيلة
***
أثينا
للروح غربتها
وللنار حين تعلن ساعة الميلاد ..رهبتها
وللخمر ,كف الإله, كأس ,لنرتشف
أثينا
لك النار والقربان
ولنا غربة الشيطان عن أرض الإله
ولنا سقراط ..نشيج العطشى شهوة للمياه
أثينا لهثى
لنعتصر منك الرحيل ومن غبار الأزمنة
أثينا منفى
ولا صحراء في كفّ يديك ولا نخيل
غير الثلوج متاهة الماء المقدّس
أثينا عطشى
والأرض بعض بقايا الماء
...
الرّوح ترتحل
للكأس نشوتها الأخيرة
وللشفة قبلتها الأخيرة
ولك أثينا خمر من دماء
أثينا سكرى
وسقراط ينتظر كأسا أخيرة
نشيد الرّوح للروح فلتغنينا
ولتودّعنا مآقينا
أثينا سكرى
تضيق النفس
وسقراط, يبحث عن قرار الكأس
عن صرخة..لتكن أخيرة
...
الأرض تنأى عن يديه
وقرار الكأس مازال بعيدا
تدور الكأس
تنفجر عيون الماء
تدور الكأس..زوبعة في الرّوح
ألام مخاض البدء
هسهسة للبوح بأحلام قديمة
موسيقى لرقصة مجنونة ..للموتى حين يبعثون
ويفصحون في خجل
عن غفوة الأحياء ..عن بعض تعرّينا
تدور الكأس وآخرها عرش القصيد ومحراب الكلام
تدور الكأس
وسقراط يركب صهوة الروح
ويرتحل عن سورها ..المدينة.