الأربعاء، 11 مايو 2016

العائدون من الغياب

العائدون من الغياب

في ليلهم وطن
في صبحهم وطن
 وفي خطوهم أجل
في أعين الفجر يمضي حلم عودتهم للصغار
في الليلة السابقة وعدوهم ..أمانة الانتظار
ينتظر طفلهم ..تنتظر أمّهم...ينتهي سفر ومسار.
في غفوة الليل يجمع ظلمته للرحيل           
في غفوة الفجر يكتب تعداد يومه قبل استفاقة النائمين
ويحصي ثواني البزوغ..مشرئبّا لشمس النهار
...........
رصاصة أولى
 ..تذهب غفوة الأزمنة ..وتكتب أجل الرّاحلين
فتنشقّ من جرحه ذاكرة
ويبزغ في الفجر بعض الهيام
صبيّ يداعب شهوة الانتظار ...
أمّ تقبّله ...وداعا... رّجاء يلاحق خطوه في السبيل
زوجته من هناك ...بعيدا ..بعيدا تودّعه بالحياء
فيكتشف العشق في شفتين تقولان في الصمت كلّ الكلام.
رصاصة ثانية...
وردة ...يرسم دمه في التراب
يردّد لحن الصباح ...أغنية العائدين إلى وطن في طريق الغياب
شمس هناك...تكتب يومها في دورة دائمة
تغيب ظلال المكان ...وتنمو ملامح الطفل والأمّ في الوردة العائمة
ويحبو على الأرض صوت يراه صغيرا...صغيرا كدائرة في السّراب
يحنّ إلى أرضهم ...يحنّ إلى صوتهم.. يحنّ إلى وطن في الإياب.

محمد المولدي الداودي



ليست هناك تعليقات:

  شعريّة النصّ الحماسي عند أبي تمام والمتنبّي وابن هانئ   ليست   الحماسة غرضا شعريا قائما بذاته ضمن أغراض الشعر العربي المعروفة   التقل...