الجمعة، 12 ديسمبر 2014

أيّها الشيخ... لا فتوى حتى تزهر أحلامنا ....ولا حياد

أيّها الشيخ... لا فتوى حتى تزهر أحلامنا ....ولا حياد 
تتدافع الأحداث في وطني تدافعا عجيبا وتتسارع النخب التي خططت لمسيرة الدم في رفع شعاراتها على نحو مكشوف ومفضوح وتتهاوى أقنعة الحداثيين لتفصح عن وجوه انقلابيّة تؤمن بالعنف والفوضى ويثبت الإسلاميون والعقلاء من المتنوّرين الذين عانوا محنة الطغيان والقهر أنّهم الأشدّ نضجا في فضاء السياسة والرأي وأنّهم الأكثر وطنيّة وصدقا في ميادين المزايدة والمتاجرة:
لذلك أيّها الشعب التونسي العظيم لا حياد حين يغامر المغامرون بالشعب والوطن ولا حياد حين تقود شهوة السلطة العمياء البعض ممن أصابهم العماء الايديلوجي نحو الدفع بالوطن إلى الفوضى والعنف والدم. 
لا حياد ولا مكان للمترددين في معركة الحسم والنصر.. الانتصار للشعب وقيمه والوطن ودينه والإنسان وكرامته والمواطن وأحلامه.
أيّها الشعب التونسي العظيم: سنميز الحقّ من الباطل والصدق من النفاق ولنكن مع الحق حيث كان ولا تغشّنا شعارات المتاجرين بدمنا وآلامنا القابعين في مكاتبهم ومجالسهم ينتظرون الحكم والسلطة من بين ركام الموتى وصراخ الجرحى . 
أيّها الشعب التونسي العظيم: المكيدة عظيمة والوقيعة كبيرة فلنكن على حذر ولنكشف المتآمرين على الوطن والشعب.
نرجو من الله العليّ القدير أن يجمع كلّ الشرفاء من التونسيين على كلمة سواء وأن يلهمهم التوفيق إلى كلّ خير وأن يسدّد رأيهم إلى ما فيه خير البلاد والعباد وأن يعصمنا من الفتنة وآفاتها وأن يعصم دماءنا ويحمي أعراضنا.
أيّها الشعب التونسي العظيم: سنكون مع الحق والصدق والوطن ولا حياد وإن أرادوا الشوارع وما كنّا نريد لغتها فليكن فنحن لها ...سنكون في الشوارع والأحياء والمدن والقرى حرّاسا للوطن ودفاعا عن وصيّة الشهداء وسنقول لكلّ المتآمرين " نحن نسيج الأرض ونبتها الخالص .."
أيّها الشعب التونسي العظيم: احفظوا أمانة الشهداء وكونوا على العهد والوعد ..ولنردّد جميعا لاحياد. 
سأنتخب الدكتور محمد المنصف المرزوقي رئيسا للبلاد ..ولا حياد ..وليقل الشيخ رأيه وليمض في مسالك السياسة المتعبة المنهكة الضالّة والمضلّة ... فحلمنا لا ينتظر الفتوى أيّها الشيخ .. لا حياد حين نستعيد صرخة الوجع في كلّ موضع من هذا الوطن وفي كلّ موضع من جسد الشرفاء الذين هجّروا وشرّدوا وسجنوا وسحلوا .. أحلامنا لا تنتظر الفتوى حتى تزهر في وجدان كل الأحرار الذين عاهدوا الشهداء وحفظوا وصاياهم والذين أقسموا على السير في نفس الطريق طريق الثورة والنصر .
لا حياد حين تعلو صرخة الأمّ الثكلى في القصرين وتالة وسيدي بوزيد وأحياء العاصمة وفي الجنوب كلّ الجنوب.
لا حياد حين تتراءى لنا سنوات القهر والجمر والظلم والموت .
أيّها الشيخ ...حكمتك التي أهديتها إلى الجلاّد لن تؤخّر أحلامنا ومواقفك التي أعادت سوط العذاب إلى الطغاة لن تمنعنا من مواصلة النضال ...سنمضي ...أرواحنا على الأكف ...أحلامنا تنير السبيل.. ونحن المنتصرون.
محمد المولدي الداودي القصرين






ليست هناك تعليقات:

  شعريّة النصّ الحماسي عند أبي تمام والمتنبّي وابن هانئ   ليست   الحماسة غرضا شعريا قائما بذاته ضمن أغراض الشعر العربي المعروفة   التقل...